in

ما هي مخطوطة غيغاس أو كتاب الشيطان؟

إنجيل الشيطان أو مخطوطة غيغاس هو من أكبر كتب القرون الوسطى في العالم (إن لم يكن الأكبر) يحتوي على رسوم إيضاحية منتشرة في عدة مئات من الصفحات بما في ذلك رسم توضيحي للشيطان الذي يزعم البعض أنّه تصوير دقيق للغاية له مع قرون حمراء وعينين ومخالب وملقط ووجه مخضر.

مخطوطة غيغاس تعني باللاتينية الكتاب العملاق نظراً لحجم الكتاب الكبير الذي يزن 75 كغ ويبلغ طوله 91 سم وعرضه 50 سم وسمكه 23 سم يحتاج إلى رجلين لحمله.

 غلافه الخارجي عبارة عن  قطعتين من الخشب يثبتهما مع الأوراق وتد خشبي محفور تشتهر هذه الوثيقة التاريخية بكونها واحدة من أكبر كتب العصور الوسطى في العالم.

في هذه المقالة سوف نستعرض تاريخاً موجزاً لـمخطوطة غيغاس ومناقشة موجزة لما يبدو عليه الشيطان بالمقارنة مع الرسم التوضيحي الوارد في الكتاب.

تاريخ موجز لـمخطوطة غيغاس

تمّ إنشاء الكتاب في دير بندكتيني في ما يعرف الآن باسم جمهورية التشيك الحديثة في القرن الثالث عشر وقد تم صناعة الكتاب من أغلفة خشبية وورق جلد حيوان يُعرف باسم ورق الرّق.

كل ورقتين من هذا الكتاب تتطلب سلخ جلد حيوان كامل لذلك وحسب رأي الباحثين أنه لإكمال الكتاب ذو الثلاثمئة وعشر صفحات تطلّب سلخ جلد حوالي 150 حيوان وقد اختلف العلماء في نوع الجلد المستخدم فالبعض قال أنها جلود حمير وآخرون ذهبوا إلى أنها جلود عجول صغيرة.

على الرغم من أنّ صور الشيطان كانت مألوفة في زخارف القرون الوسطى إلا أنّ هذه الصورة كانت الأكبر بين جميع الصور بل إنّها صوّرت الشيطان في شعارات ملكية مما أظهره على أنّه أمير الظلام.

ومن المثير للاهتمام أن فنّ الخط يشير إلى أنّ كاتباً واحداً تولى المشروع بنفسه أي أنّ هذا الكتاب العملاق بكل ما ذكر فيه من معلومات وممارسات كانت سائدة في العصور الوسطى وأساطير وكتب مقدسة هو من كتابة شخص واحد.

حيث كتبه حسب رأي معظم الباحثين راهب فشل في الوفاء بنذوره وحُكم عليه بالإعدام فقرر أن يكتب مخطوطة غيغاس بين عشية وضحاها وهو مسعى قد يستغرق سنوات بسهولة وربما عقوداً وتقول بعض الأساطير والروايات أنه أبرم صفقة مع الشيطان فمنحه بعض قوته الخارقة لقوانين الطبيعة من أجل إكمال هذه المهمة لذا قيل أنّ الشيطان قد قام بتضمين صورة ذاتية له في مخطوطة غيغاس مكرّساً صورته في واحدة من أكثر الوثائق شهرة في التاريخ.

فسّر الباحثون انتزاع بعض الصفحات من المخطوطة الأصلية بأنّ تلك الصفحات تضمّنت صلاة الشيطان وتراتيل شيطانية يمكن أن تؤدي إلى نهاية العالم وهذا كان أحد التفسيرات لانتزاع هذه الصفحات من المخطوطة.

وبالطبع بالنظر إلى أنّه من المحتمل أن يستغرق الكاتب عقوداً لإكمال مثل هذا العمل ،فمن المشكوك فيه بشدة أنّ راهباً أكمله في ليلة واحدة حتى لو كان يمتلك قوة خارقة للطبيعة منحه إياها الشيطان.

كيف يبدو الشيطان في مخطوطة غيغاس؟

على الرغم من وجود تجارب الاقتراب من الموت التي وصفت شكل الشياطين وحتى شكل الشيطان  مثل 23 دقيقة في الجحيم من تأليف بيل وايز يبقى من الصعب تحديد شكل الشيطان بالضبط.

وإن كانت الرسومات في هذه المخطوطة قد وضحت شكله الذي تخيله كاتب تلك المخطوطة.

وتبقى تلك المخطوطة مهمة لسبب أساسي هو أنها جزء مهم من التاريخ يمكننا أن نرى من خلالها كيف حاول كتّاب العصور الوسطى التفكير في الكائنات الروحية والحقائق من خلال كتاباتهم ورسومهم التوضيحية.

Report

What do you think?

Leave a Reply