in

خطوات الحصول على الصوف وأهم خصائصه

يطلق اسم الصوف على الشعر الذي يغطي جسم الأغنام لحمايتها ويعتبر الصوف من أولى الخامات التي استخدمت في صناعة الملابس منذ بدء الخليقة وأكبر دليل على ذلك وجود نماذج من أقمشة صوفية تدلّ على حضارات الماضي.

نبذة تاريخية

يبدوأنّ الأغنام كانت أولى الحيوانات المستأنسة وقد دلت استكشافات البحيرات منذ آلاف السنين أنّ الإنسان الأول كان على إلمامٍ بعمليات غزل ونسيج الصوف يدوياً داخل المنازل ،وكان الرومانيون أول من استخدم صوف الأغنام في عمل أقمشة سميكة وأقمشة رفيعة لصناعة التوجا لاستخدامها في ملابس الشتاء أو ملابس الصيف منذ مئتي عام قبل التاريخ تقريباً.

وفي العصور الأولى من بدء التاريخ صنعت أقمشة رفيعة جداً في بغداد ودمشق وبعض البلدان التي خضعت للحكم العثماني وفي العصور الوسطى ازدهرت صناعة الصوف في إيطاليا وخاصة بفينيسيا وفلورانس ومنها انتشرت في بلجيكا وانكلترا.

العمليات التحضيرية للحصول على الصوف

جزّ الصوف

جرت العادة أن تجزّ الأغنام مرّة أو مرّتين في العام ثمّ تفصل أجزاء الجزّة بعضها عن البعض كلٌّ حسب نوعه والمتبع أن تجزّ الأغنام فيما عدا صوف الأرجل والبطن بعد فصل أجزاء الجزّة ترفع باحتراس ثمّ تطوى عدة مرات وتربط ببعض الشعيرات المبرومة وتكبس في البالات وقد تفرز الجزّة قبل إرسالها للمصانع أو تجرى عليها عملية الفرز بعد ذلك بالمصانع.

عملية الفرز

سبق أن أوضحنا أنّ جزّة الصوف لا تكون بدرجةٍ واحدةٍ من الجودة، حيث يختلف صوف الكتف عن البطن أو الأطراف، ومن هنا تظهر أهميّة الفرز.

والغرض من هذه العملية هو تقسيم الصوف إلى درجات حسب الجودة على أساس النعومة والطول واللون، وتعتمد هذه العملية على دقة الفرّاز وخبرته، ويعطى لكل نوع من الصوف رتبة أو درجة، ويحفظ كل نوع في مخزنٍ خاص حسب رتبته، ويلاحظ أنّ كل نوع من هذه الأنواع له عملية غسيل خاصة تلائم درجة نظافته.

عملية التنظيف

ينظّف الصوف عادةً من المواد الدهنية العالقة به بغسله بماءٍ دافئ وصابون وكربونات صودا حيث يمرّ على عدة أحواض ويعصر بين أسطوانات خاصة بعد خروجه من الحوض السابق، ثمّ يغسل الصوف لإزالة آثار الصابون ويجفّف على أن يحتفظ بحوالي 20٪ من الماء، ويحفظ الصوف بعد ذلك في مخازن خاصة استعداداً لعمليات الغزل والنسيج.

عملية التفحيم

الغرض من هذه العملية هو التخلص من المواد النباتية العالقة بالصوف وتتلخص عملية التفحيم في غمر الصوف في ماء مضاف إليه حمض الكبريتيك حيث يقاوم الصوف الحموض المعدنية المخففة فتتحول المواد السيللوزية العالقة بالصوف إلى هيدروسيللوز هش عديم التماسك سهل التفتت.

تعقيم الصوف

لوحظ وجود نوع من الجراثيم في الأتربة الملتصقة بجلود الأغنام وهذه الجراثيم تسبب مرضاً خطيراً يمكن أن ينتقل من الماشية إلى الإنسان ولا تختلف أصواف الأغنام المريضة عن السليمة لذلك يجب تعقيم الصوف قبل غسله ويتم ذلك باتباع الخطوات التالية:

يغسل الصوف في الصابون لمدة 20 دقيقة في درجة حرارة 45 درجة مئوية وفي وجود كربونات الصوديوم أو كربونات البوتاسيوم.

تغسل بعد ذلك في محلول الفورماهيد من 2 إلى 2.5٪ وفي درجة حرارة 38 درجة مئوية لمدة 20 دقيقة أخرى ثمّ يعصر الصوف بعد هذه المرحلة التي تنتهي بالقضاء على الجراثيم.

يجفّف الصوف في درجة 71 درجة مئوية.

يترك الصوف لبضعة أيام قبل تعبئته حتى يتسنى للمطهّر القضاء على ما تبقى من الجراثيم.

يستخدم أحياناً جهاز دينسلي بولمان لمعالجة الأصواف المصابة وهذا الجهاز يوفّر نفقات العمال والتعبئة والغسيل حيث يمكن استخدامه والصوف معبأ في البالات.

خواص الصوف الطبيعية والكيميائية

متانة الألياف

تعتمد متانة الصوف على الطبقة الليفية وكذلك على الحراشف التي تكسو الشعرة وتختلف قوة ومتانة الألياف باختلاف دقة الشعيرات.

يتميّز الصوف بمتانته وقوّة تحمّله وهو يتفق مع القطن في هذه الخاصة ولكنّه يعتبر أقلّ متانة من الكتان والحرير الطبيعي.

و تتأثّر متانة الألياف بالعوامل الجوية حيث تصبح خشنة قليلة المرونة سهلة التقصف في الأجواء شديدة الحرارة.

المرونة

وهي مقدرة الشعرة على استعادة شكلها بعد الشدّ وتعتبر المرونة من أهمّ مميزات الصوف وبفضل هذه الخاصية تحتفظ الأقمشة الصوفية بشكلها وتكون غير قابلة للتجعد والانثناء ولذلك فإنّ خبراء الملابس دائماً ما ينصحون بعدم ارتداء الملابس الصوفية قبل مرور 24 ساعة بين المرّة والأخرى حتى نعطيها الوقت الكافي لتستعيد شكلها.

الصلابة

تمثّل الصلابة القوة المضادة لبرم الشعيرات لذا فلها أهميتها في عملية الغزل وتعتمد هذه الخاصية أساساً على كمية الماء الممتصة في شعيرات الصوف ولذا فإنّ صلابة الشعيرات الجافة تعدّ أكبر بمقدار 15 مرة من الشعيرات المبتلة، ولذا تستخدم عملية الترطيب أثناء عملية الغزل بدرجة رطوبة تتراوح بين 60-80 ٪ لاحتفاظ الصوف برطوبة حوالي 15٪ أثناء عملية الغزل حتى يسهل برمه.

التلبيد

هي خاصية لها أهميتها في الصوف إذ يمتاز بها عن الألياف الأخرى وهذه الخاصية ناجمة عن وجود حراشف بشعيرات الصوف بجانب سهولة تشكيل الشعيرات والقدرة على الرجوع إلى طبيعته الأولى بعد عملية التشكيل.

اللون

على الرغم من أن اللون السائد في الصوف هو اللون الأبيض إلا أنّه قد يتعداه إلى اللون الرمادي والبني والأسود مع تفاوت في درجات اللون، ولا توجد أيّ صلة بين لون الصوف وخواصه كما لا يبدو أنّ للمناخ أية علاقة في كون الصوف أسود اللون مثلاً وينشأ لون الصوف من المادة الملونة التي توجد داخل الطبقة النخاعية أو التي تتعداها إلى الطبقة الليفية ومن الصعب تبييض وإزالة هذه المادة.

طول الشعيرات

ويتفاوت طول شعيرات جزّة الصوف حسب سلالات الأغنام كما أنّها تختلف في السلالة الواحدة وفي الواقع أنّه توجد علاقة بين نوع الصوف وسلالة الأغنام وبين طول الشعيرات ويتراوح طول شعر الصوف بين بوصة واحدة وخمس عشرة بوصة وعموماً ينقسم طول الشعيرات صناعياً إلى ثلاثة أقسام:

  1. أصواف قصيرة
  2. أصواف متوسطة
  3. أصواف طويلة.

امتصاص الرطوبة

يعتبر الصوف من أكثر الألياف امتصاصاً للرطوبة الجويّة فهو يمتصّ بخار الماء عند تعرضه لجوّ رطب ويفقده في الجو الجاف وتختلف درجة امتصاص الصوف للرطوبة بالنسبة لدرجة رطوبة الجو وحرارته ولا تقتصر أهمية امتصاص الصوف للرطوبة على الوزن ولكنها تتعداها فتؤثّر في خواص الشعيرات الطبيعية والميكانيكية فزيادة الرطوبة تقلل من متانة الشعيرات وفي نفس الوقت تزيد من مرونتها.

الخواص الحرارية للصوف

لعلّ أهمّ ما يميز الصوف عن خامات الغزل والنسيج الأخرى هي قدرته الفائقة على العزل الحراري أي قدرته على حفظ حرارة جسم الإنسان، ويقلل من تأثير التيارات الهوائية الباردة الملاصقة للجسم، وكذلك يقلل من اكتساب الجسم للحرارة إذا كان الجو المحيط أكثر من حرارة الإنسان وذلك بسبب احتواء الصوف على عدد كبير من الجيوب الهوائية الصغيرة لذلك يعتبر الصوف عازلاً للحرارة.

تأثير القلويات والحموض

يتأثّر الصوف تأثراً واضحاً بالقلويات المركزة ولا يتأثر بالقلويات المخففة كما أنه يتأثر بالحموض المركزة ولا يتأثر بالحموض المخففة.

تأثير المواد المؤكسدة

تؤثر المواد المؤكسدة على الصوف أثناء عمليات التبييض وفي إزالة البقع وعند تعريض الصوف للشمس.

ويزول لون الصوف إزالة تامة ولا يعود للاصفرار بمرور الوقت باستخدام ماء الأكسجين وفوق أكسيد الصوديوم وبرمنغنات البوتاسيوم.

استخدامات الصوف

إضافة إلى استخدام الصوف في صناعة الملابس الشتوية السميكة والملابس الداخلية التي تمنح الجسم الدفء في الشتاء يستخدم  أيضاً في العزل الحراري فهو كما ذكرنا عازل جيد للحرارة.

Report

Written by Yola Othman

What do you think?

Leave a Reply