in

كوكب الشرق أم كلثوم

مغنية مصرية أبهرت الجماهير العربية من الخليج الفارسي إلى المغرب لمدة نصف عام وكانت من أشهر المطربات والشخصيات العامة العربية في القرن العشرين إنها أم كلثوم كوكب الشرق.

أم كلثوم اسمها الحقيقي فاطمة ابراهيم البلتاجي مواليد 31 أيلول 1898 في طماي الزهايرة في دولة مصر توفيت في 3 شباط 1975 في مدينة القاهرة.

كان والد أم كلثوم إمام قرية يغني الأغاني الدينية التقليدية في الأعراس والأعياد لتأمين لقمة العيش وتعلمت أم كلثوم الغناء منه وعندما لاحظ قوة صوتها  بدأ في اصطحابها معه  مرتديًة زي صبي لتجنب الازدراء المتمثل في عرض ابنة صغيرة على خشبة المسرح.

صنعت أم كلثوم اسماً لنفسها وهي تغنّي في مدن وقرى الدلتا المصرية وهي منطقة احتفظت فيها بمتابعين عظماء خلال هذه الفترة في مرحلة المراهقة أصبحت أم كلثوم نجمة العائلة.

انتقلت عائلة أم كلثوم بعد مضي فترة من الزمن إلى القاهرة التي كانت تعتبر مركز رئيسي لعالم الترفيه والإنتاج الإعلامي الناشئ في الشرق الأوسط حيث تعرضت وعائلتها آنذاك للتنمر على اعتبار أنهم من الطراز القديم الأمر الذي جعلها تدرس الموسيقى والشعر من فنانين بارعين وأدباء.

سرعان ما صنعت أم كلثوم اسماً في منازل وصالونات الأثرياء وكذلك في الأماكن العامة مثل المسارح والملاهي الليلية و بحلول منتصف العشرينات من القرن الماضي سجلت أول تسجيلاتها وحققت أسلوباً موسيقياً وشخصياً أكثر تطوراً.

 بحلول نهاية العشرينيات من القرن الماضي أصبحت فنانة مرغوبة وكانت الأعلى أجراً في القاهرة وفي عام 1936 قدّمت أول فيلم لها في التلفزيون وهو فيلم وداد حيث لعبت دور البطولة فيه.

انتقلت أم كلثوم بعد ذلك من غناء الأغاني الدينية إلى عزف الألحان الشعبية باللهجة العامية مصحوبة بأوركسترا تقليدية صغيرة وتعاونت مع أشهر الملحنين والشعراء في مصر والعالم العربي مثل أحمد شوقي و محمد عبد الوهاب.

جذب صوتها القوي والدقيق وقدرتها على صياغة تكرارات متعددة لأسطر واحدة من النص الجمهور وقد امتلكت ذخيرة موسيقية هائلة  تضمّنت أغاني دينية وعاطفية وقومية ففي الحربين العالميتين وفترة الكساد الكبير والثورة المصرية قامت بتنمية الشخصية العامة كمصرية وطنية ومسلمة متدينة و غنّت أغاني دعماً لاستقلال مصر وغنّت في الخمسينيات من القرن الماضي العديد من الأغاني التي تدعم الزعيم المصري جمال عبد الناصر الذي طوّرت معه فيما بعد صداقة وثيقة.

 شغلت أم كلثوم منصب رئيس اتحاد الموسيقيين لمدّة سبع سنوات وشغلت أيضاً مناصب في العديد من اللجان الحكومية للفنون وقد زادت شعبيتها بفضل تبرعاتها السخية للقضايا العربية حيث قامت بعد هزيمة مصر في حرب يونيو 1967 بجولة في مصر والعالم العربي الأوسع متبرّعة بعائدات حفلاتها الموسيقية للحكومة المصرية.

عانت هذه المغنية من مشاكل صحية طوال حياتها و خلال أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات من القرن الماضي قدّمت حفلات بشكل محدود بسبب هذه المشاكل وفي عدد من المناسبات طوال حياتها سافرت إلى أوروبا والولايات المتحدة لعلاج مجموعة متنوعة من الأمراض.

 من الواضح أن مشاكل عينيها التي يُزعم أنها من سنوات قضتها أمام أضواء المسرح أجبرتها على ارتداء نظارات شمسية ثقيلة  تلك النظارات التي أصبحت سمة مميزة خلال حياتها اللاحقة. 

وقد امتلكت أم كلثوم شعبية عالية لدى الجمهور لدرجة أنّ أخبار وفاتها أثارت فيضاً كبيراً من الحزن الهستيري واصطف ملايين المعجبين في الشوارع لحضور جنازتها وفيما بعد ظلّت واحدة من أكثر المطربات مبيعاً في العالم العربي حتى بعد عقود من وفاتها وتكريماً لفنّها وللرسالة العظيمة التي قدمتها أنشأت الحكومة المصرية في عام 2001 متحف كوكب الشرق في القاهرة للاحتفال بحياة الفنانة وإنجازاتها.

Report

What do you think?

Leave a Reply